الأحد، 27 أكتوبر 2013

المترجمون ومسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية

الخميس، 10 تشرين الأول، 2013
اخترت هذا العنوان بعدما تعرفت من خلال صفحة التواصل الاجتماعي على شخص عراقي الأصل أمريكي الجنسية مسيحي الديانة تبين انه عمل لفترة طويلة في العراق مع الجيش الأمريكي المحتل وكان فترة في مدينتي الموصل وقد تجاذبنا إطراف الحديث وهو يسترسل في ذكرياته عن الأيام التي عاشها في العراق وقد تحدث لي عن حالة كادت أن تؤدي إلى كارثة وجريمة تضاف إلى جرائم المحتل لو لا عناية الله وتدخله الشخصي واليكم القصة كما يرويها والعهدة على الراوي .
قال : استقدم الجيش الأمريكي عدد من المترجمين والمترجمات من أصول عربية وجنسيات مختلفة وكانت أحداهم تونسية الأصل ومولودة في أمريكا وتحمل الجنسية الأمريكية وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك كانت مكلفة بواجب مع مفرزة للجيش الأمريكي في مدينة الموصل ولدى تجوالهم شاهدوا عدد من المواطنين يذبحون الأضاحي في الشارع مع صيحات التكبير فاستغربوا من هذه الظاهرة التي يبدوا أنهم لأول مرة يشاهدوها وبعد الاستفسار من المترجمة التونسية والتي يبدوا أنها لا تعلم شيئاً عن الدين الإسلامي الحنيف ولا بموضوع الأضحية في الشريعة الإسلامية أجابتهم بأن هؤلاء إرهابيون ويتدربون على نحر أعدائهم عندها قرر الأمريكان الاهتمام بهذا الأمر الخطير الذي يمارسه الإرهابيون ووضع الخطط اللازمة للقضاء على هذه المجاميع الإرهابية ولما طرح الموضوع أمام قيادة الجهة الأمريكية في المدينة وكان المترجم العراقي حاضراً . استغرب اشد الاستغراب في ترجمة هذه الوقائع من هذه المترجمة وتدخل على الفور وقال لهم هذا خطأ كبير في نقل المعلومات وشرح لهم قائلاً أن هذه الممارسة هي احد طقوس الدين الإسلامي ولا تكون ألا في أيام معينة هي أيام عيد الأضحى المبارك وهي تمثل تقليداً لما فعله النبي إبراهيم عليه السلام وهذه الوقائع مذكورة في الكتب السماوية . وطالب بمحاسبة هذه المترجمة لسوء ترجمتها ولعدم معرفتها بأمور وطبائع العراق وأهله فضلاً عن طقوس الدين الإسلامي وبالفعل بعد دراسة الأمر من قبل الأمريكان تأكد لهم صحة ما قاله المترجم العراقي واتخذ أجراء بنقل هذه المترجمة البائسة إلى محل أخر عقوبة لها .
بعد أن روى صاحبي هذه الرواية أدركت كم من العراقيين ذهبوا ضحايا المترجم وكم تضرر أهل العراق من سوء الترجمة وعدم القدرة على إيصال المعلومة بدقة للجيش أو للمحقق الأمريكي الذي وضع ثقته بمثل هؤلاء وأخيرا أقول لك الله يا عراق .




المصدر


الأحد، 20 أكتوبر 2013

«دراسات الترجمة».. كتاب جديد يتناول النواحي الثقافية

يردم كتاب “دراسات الترجمة” لمؤلفته سوزان باسنت وترجمة الدكتور فؤاد عبد المطلب الهوة بين المساحات الكبيرة للأسلوبيات والتاريخ الأدبي واللغويات والسيميائية وعلم الجمال كما يقدم نظرية شاملة يمكن استخدامها كدليل لكيفية إنتاج الكتب المترجمة عبر الربط بين النظرية والتطبيق والدمج بين الإنتاج والجوانب الوظيفية لنص اللغة الهدف بالترابط مع نص اللغة الأصل إلى جانب التركيز على تحليل ما يحدث فعلياً أثناء الترجمة من ممارسات تدمج هذه العملية بالتاريخ والفلسفات واتجاهات فكرية أخرى.

ويركز الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب على النواحي الثقافية في الترجمة وعلى السياقات التي تقع فيها تلك العملية الإبداعية ولاسيما أنها باتت فرعاً من فروع اللغة وباتت مجالاً معرفياً للدراسة إذ أصبح الاتصال الأبدي بين اللغة وطريقة الحياة بؤرة تجذب انتباه الباحثين.
وتبين باسنت كيف أن التقسيم الواضح بين الطرائق اللغوية والثقافية للترجمة بدأت تتلاشى بسبب التغييرات التي حدثت في علم اللغة لدرجة بات فيها حقل الترجمة يتخذ منحى ثقافيا أكثر وضوحاً عبر مراعاة الأبعاد السياقية الواسعة ونقل دراسات الترجمة من تحت مظلة الأدب المقارن أو اللغويات التطبيقية والتركيز على علم اللغة بالاعتماد على كون المترجم قوة من أجل الخير وفنانا مبدعا فهو وسيط بين الثقافات ومفسر ويلعب دوراً كبيراً في استمرار الثقافة وانتشارها.
تقول الباحثة يمكن النظر اليوم إلى حركة الناس حول العالم على أنها تعكس عملية الترجمة ذاتها لأن الترجمة ليست مجرد نقل النصوص من لغة إلى أخرى فهي الآن تعد حقا عملية تفاوض بين النصوص وبين الثقافات.. عملية تحدث خلالها كل أنواع التعاملات تتوسطها شخصية المترجم.
ويبحث الكتاب القضايا الأساسية في الترجمة التي تنطلق من الاعتراف بأن هذه العملية الإبداعية تنتمي إلى حقل السيميائية على الرغم من وجود نواة أساسية لها من النشاط اللغوي وبالتالي ينبغي التدقيق على روح اللغة من أجل إيصال المعنى والوضع بالحسبان عدم قابلية بعض الأشياء للترجمة والمتعلقة بثقافة أهل النص الأصل ولذا ينبغي طرح مسألة التكافؤ على أنها جزء من نظرية التواصل الإنساني.
وتفند الباحثة “تاريخ الترجمة” باعتباره أحد مكونات تاريخ الأدب ويشمل تقصياً لنظريات الترجمة في مراحل زمنية مختلفة والاستجابة النقدية للمواد المترجمة والعمليات الإجرائية لاعتماد الأعمال المترجمة ونشرها إضافة إلى دور الكتب المترجمة ووظيفتها في حقبة زمنية معينة والتطور المنهجي لطرائق تلك العملية الإبداعية وما تشمله من تحليل عمل المترجمين.
كما تسلط باسنت الضوء على “الترجمة في ثقافة اللغة الهدف مبينة التأثير الذي يتركه النص أو المؤلف أو النوع الأدبي مع محاولة استيعاب معايير النص المترجم ضمن سياق اللغة الهدف لتنتقل بعدها إلى الدراسات التي تركز على الترتيب المقارن للعناصر اللغوية بين اللغة الأصل واللغة الهدف فيما يتعلق بالمستويات الصوتية والنحوية ومستوى تنسيق الكلمات وترابطها طارحة مجموعة من المشكلات المتعلقة بالمكافئ اللغوي وانسجام المعاني والترجمة الآلية ومشكلات ترجمة النصوص غير الأدبية.
وتركز الباحثة في فصل “الترجمة وفن الشعر” على الترجمة الأدبية نظرياً وعملياً بحيث تتقصى مشكلات محددة في ترجمة الشعر والنصوص المسرحية أو نصوص الأوبرا الغنائية إلى جانب مشكلات الترجمة السينمائية سواء المتعلقة بالدبلجة أو الترجمة المطبوعة متطرقة إلى دراسة الأساليب الشعرية بالمقارنة بين عدة ترجمات موضحة التغييرات في تشكيلات النصوص الشعرية محاولة الوصول إلى صياغة نظرية للترجمة الأدبية.
يذكر أن الباحثة اللغوية سوزان باسنت من مواليد 1945 أستاذة للأدب المقارن تلقت تعليمها في العديد من الدول الأوروبية التي قدمت لها أساساً قوياً في اللغات والثقافات المتنوعة.. ألقت محاضراتها في الجامعات حول العالم وبدأت حياتها المهنية الأكاديمية في إيطاليا ثم انتقلت عبر الولايات المتحدة إلى جامعة “وارويك” وشغلت منصب رئيس مركز الدراسات الثقافية المقارنة والترجمة الذي أسسته في الثمانينات من القرن العشرين.
لها العديد من المؤلفات منها “الأدب المقارن 1993″ الذي ترجم إلى عدة لغات و”ترجمات ما بعد استعمارية 1999″ ونشرته بالمشاركة مع هاميش تريفيدي وكتاب “حيوات متبادلة.. أشعار وترجمات” عام 2002، كما حررت كتاباً مهماً مع بيتر بوش بعنوان “المترجم مؤلفاً” 2006 وألفت كتاباً حول الشاعر الإنجليزي تيد هيوز 2008.