الجمعة، 10 ديسمبر 2010

اختتام فعاليات المؤتمر الدولي الأردني الثاني للترجمة

شباب الدستور - بلال محمود الوادي

اختتمت في جامعة البترا فعاليات المؤتمر الدولي الأردني الثاني برعاية رئيس الجامعة أ. د. عدنان بدران ، والذي جاء بتنظيم مشترك ما بين جمعية المترجمين الأردنيين وقسم اللغة الانجليزية بجامعة البترا وبالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان "الترجمة علم أم فن أم مهارة".

وقال بدران في افتتاح المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام أن الترجمةُ تعتبر اللّحْمة التي تربط الخيوط في نسيج الحضارة البشرية ولولاها ، لظلت الأقوامُ والشعوبُ متباينة متباعدة لا يربطُ بينها رابط.

وأضاف أن هذا الدورُ الذي تقومُ به الترجمةُ نراه واضحاً من خلال النظرية التي تقول: إنّ للحضارة أطواراً ومراحل ، وإن لكل طور ومرحلة شعباً من الشعوب يحمل مشعل الحضارة ، تماماً كما في سباق الماراثون ، مبينا أن الترجمة إلى اللغة العربية تُعد أساساً من أسس التنمية الشاملة المستدامة ، وأداةً أساسية لدخول مجتمع المعرفة وهي أحد جسور التواصل بين الشعوب اقتصادياً وثقافياً ومعرفيا.

وأشار عميد كلية الآداب الدكتور محمد العناني الى انه بعد أن أصبحت الحاجة ماسة إلى مترجمين قادرين اهتمت الجامعاتُ العربيةُ بوضع مناهَج وبرامجَ دراسية تهدف إلى إعداد كوادر قادرة على استيعاب التطور المتلاحق في شتى قطاعات العلم والمعرفة.

وأضاف أن هناك اهتماماً متزايداً بقضايا الترجمة إلى اللغة العربية ، إلا أن عدد الكتب المترجمة قليلّ نسبياً إذا ما تمت مقارنته بعدد الكتب المترجمة في بلدان أخرى.

وقال "تشير تقارير اليونسكو الى أن عدد الكتب التي تترجم سنوياً في العالم العربي لا يتجاوز 475 كتاباً ، في حين أن عدد الكتب التي تترجم سنوياً في بلد مثل اسبانيا يقل عدد سكانه بكثير عن عدد سكان البلاد العربية ، يبلغ (10) آلاف كتاب ، وأن متوسط عدد الكتب المترجمة هو 404 كتب لكل مليون مواطن سنوياً ، بينما يحظى كل مليون اسباني بنحو 920 كتاباً".

وتحدثت رئيسة قسم اللغة الانجليزية في جامعة البترا الدكتورة نهال عميرة بقولها أن هذا المؤتمر هو تجمع من المثقفين والعلماء الذين سيناقشون القضايا الثقافية والأكاديمية ، وانه حتى يتم تشجيع الطلاب للحضور والتدخل. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن النظر إلى بحوث أعضاء هيئة التدريس فيما يتعلق التدريس.

وتحدث رئيس جمعية المترجمين الأردنيين د. عبدالله الشناق عن أهمية المؤتمر مشيرا أن حركة الترجمة في الاردن والعالم العربي تعاني من الفوضى والتخبط على عكس ما يحدث في الدول المتقدمة.

ودعا المشاركون في ختام مؤتمر الترجمة الدولي المؤسسات الثقافية والعلمية المعنية بحركة الترجمة إلى دعم ومؤازرة حركة الترجمة في العالم العربي ، وأوصى المؤتمر الذي عقد في جامعة البترا تحت عنوان "الترجمة علم أم فن أم مهارة" ، بضرورة التواصل مع وزارة الثقافة ومؤسسات الترجمة في القطاعين العام والخاص في الأردن من ناحية وفي العالم الخارجي من ناحية أخرى ، إضافة إلى تفعيل التواصل مع اتحاد الجامعات العربية.

كما أوصى المشاركون بتطوير برامج الترجمة في قسم اللغة الانجليزية بجامعة البترا ، والتعاون مع المختصين المشاركين في المؤتمر في هذا المجال ، وأعلنت اللجنة المنظمة للمؤتمر عن النية لنشر أبحاث هذا المؤتمر بعد تحكيمها تحكيما علميا في مجلة "دراسات في الترجمة".

وأشارت اللجنة في توصيتها التي صدرت خلال فعاليات الاختتام الى أن المؤتمر حقق الأهداف المرجوة منه ولدينا الأمل بان يكون ذلك حافزا لمؤتمرات لاحقة ، ويوصي المشاركون بأن يعقد هذا المؤتمر دوريا بحيث يعالج في كل مرة محورا محددا يتناول قضية واحدة من قضايا الترجمة و اللغويات التطبيقية.

واعتبر رئيس جامعة البترا الرئيس الفخري لجمعية المترجمين الأردنيين الأستاذ الدكتور عدنان بدران أن موضوع الترجمة هو موضوع حضاري ، قائلا "إن الأمة عندما تنمو تزدهر ترجماتها ، وتزدهر ثقافتها وتبدأ في التفاعل مع الثقافات الأخرى في موقف الند للند ، بالأخذ منها وإثراء لغتها ، ونقل المعرفة وبناء المجتمع المعرفي ، ونحن نعيش الآن في قرية كونية معرفية ، والمعرفة أصبحت هي الأساس في نمو وتقدم الأمة".

وأضاف بدران "عندما نتساءل لماذا نُعلم أحيانًا باللغة الإنجليزية ونتحدث بها ، فالجواب هو لأن ليس هناك كتبًا مترجمة كافية لتوسيع الإدراك والمعرفة بين طلابنا العرب ، فنحن قلة ، لذلك لجأ المجتمع - عن رغبة أو غير رغبة - إلى التعليم باللغات الأجنبية ليستطيع الإنسان العربي أن يطلع على المعرفة وألا يتأخر ، عن ركب الحضارة العالمية".

وأقر بدران بوجود اهتمام بالترجمة لدى بعض الجهات مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم التي أهدت مكتبة جامعة البترا نسخة من كل كتاب قامت بترجمته ، لكنه قال إننا مقصرون في مجال الترجمة ، مقصرون كمجامع لغة عربية ومقصرون في إخراج وانتاج المترجمين المتدربين ، وخاصة في مجال ترجمة الأدبيات ، وأيضًا مقصرون في تخصيص الموازنات الكافية لعمليات الترجمة ، ومقصرون في إجراء البحوث والدراسات ، حول أفضل أساليب الترجمة".

وقال بدران "هناك معلومة مشهورة أصبحت متداولة في كل مؤتمر ينظر في موضوع الترجمة ، والتي تقول أن ما تمت ترجمته منذ عهد المأمون إلى عصرنا الحالي لا يساوي ما يترجم في أسبانيا خلال سنة واحدة" ، مضيفًا "عندما نتساءل لماذا نُعلم أحيانًا باللغة الإنجليزية ونتحدث بها ، فالجواب هو لأن ليس هناك كتبًا مترجمة كافية لتوسيع الإدراك والمعرفة بين طلابنا العرب" بينما "في اليابان توجد قلة من اليابانيين الذين يتحدثون بلغة أجنبية ، لكن الترجمة في اليابان تصل بمعدلها السنوي قرابة 12 مليار كتاب يترجم من اللغات الأجنبية إلى اليابانية".

وشدد بدران على دور ترجمة الأدبيات ، قائلا "باعتقادي لا نستطيع اتباع الترجمة الحرفية للأدبيات ، ويجب علينا قبل ذلك أن نفهم حضارة وثقافة الآخرين ، لأن اللغة مرتبطة بالثقافة وبالحضارة ، وهنا يكمن النقص الشديد الذي لا يفهمه الآخرون ، بأن فهم اللغة بعيدًا عن ثقافة الأمة لا يثري ، ولا نستطيع أن نقول أننا مترجمون حقيقيون. يجب أن نعيش البيئة الثقافية لتلك اللغة لأن اللغة هي وعاء ثقافي للأمة".

وركز عميد كلية الآداب في جامعة البترا الأستاذ الدكتور محمد العناني على أهمية الترجمة قائلا "إن الترجمة تُعد أساساً من أسس التنمية الشاملة المستدامة ، وأداةً أساسية لدخول مجتمع المعرفة وهي أحد جسور التواصل بين الشعوب اقتصادياً وثقافياً ومعرفياً" ، مضيفًا "كان للترجمة دورّ كبير في الحفاظ على التراث العربي فقد كان كتاب إحصاء العلوم مفقوداً في أصله العربي ، وهو أول نواة لدوائر المعارف ، أو الموسوعات في العالم ، كما ذكر المستشرق الايطالي الشهير كرلونيليو ولم يقف هذا المستشرق على ما فيه إلا من خلال ترجمته اللاتينية".

وبين العناني أهمية الترجمة قائلا "أصبحت الحاجة ماسَة إلى مترجمين قادرين على نقل المعارف المعاصرة في مختلف المجالات المالية والقانونية والأدبية والطبية والعلمية والتقنية ، من أجل مواكبة الايقاع السريع في حركة العلم والتقدم العلمي والتكنولوجي".

وشارك في أعمال المؤتمر العديد من الباحثين والمختصين في مجال الترجمة من اثنتي عشرة دولة عربية وثماني دول أجنبية ، من بينهم إنعام بيوض من الجزائر ، وخديجة مراكشي من جامعة سوراي البريطانية ، وصدّار من جامعة معسكر في الجزائر ، ونجلاء باجبير من جامعة حضرموت في اليمن ، وصديق جوهر من جامعة الإمارات العربية المتحدة ، وماثيو جوديرمن جامعة جنيف في سويسرا ، ومريم سليمان من جامعة سالفورد في بريطانيا ، وعمر عطاري من جامعة السلطان قابوس في عُمان ، ومحمد فرغل من جامعة الكويت ، وشوقي جلال من جامعة القاهرة ، وسعيد الشياب من جامعة الامارت العربية المتحدة.

وناقش المؤتمر الذي استمرت فعالياته على مدى ثلاثة أيام محاور عدة منها "ترجمة الشعر بين التعبير والمحتوى وبين الشكل والفحوى" ، و"الترجمة الأدبية بين إشكالية الدال الثابت والمدلول العائم" ، و"خدمات الترجمة الآلية المجانية على الانترنت" ، و"فكر مثل عالم وترجم مثل فنان" ، والتنافسية في الترجمة والجودة في الأردن" ، و"الابتكار كأداة ومهارة في الترجمة" و"الترجمة بين الاستحالة والإمكان" ، و"العولمة وثقافة الآخر والترجمة: تحليل الخطاب التاريخي" ، وغيرها.
Belalmw6002@yahoo.com 

ليست هناك تعليقات: