الأحد، 12 ديسمبر 2010

الترجمة

نزيه القسوس
الترجمة حقل مهم جدا من حقول المعرفة ومن خلالها تطّلع الشعوب على ثقافات الشعوب الأخرى وقد إنتبه العرب لهذا الحقل منذ عهد الخليفة العباسي المأمون الذي أسس دارا خاصة للترجمة واستقطب لها خيرة العلماء حيث قاموا بترجمة عشرات الكتب من اللغات اليونانية والفارسية: ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس ومن طالبي العلم .

والترجمة في العصر الحديث لها تقاليدها وأعرافها وهنالك عشرات الدور المتخصصة بهذا الحقل بل إن بعض الدول خصصت جوائز مالية قيمة لأفضل الكتب والبحوث المترجمة وذلك تشجيعا للمترجمين على ترجمة المزيد من الكتب والأبحاث .

ولا تقتصر الترجمة على ترجمة الكتب والأبحاث فقط فهنالك وثائق مهمة يحتاج العديد من المواطنين إلى ترجمتها مثل الشهادات المدرسية والجامعية وشهادات الميلاد والزواج وعشرات الوثائق الأخرى خصوصا للطلاب الذين يرغبون بالدراسة في بعض الجامعات الأجنبية أو للراغبين بالهجرة إلى إحدى الدول غير العربية .


في الأردن ما زال حقل الترجمة يشهد نوعا من الفوضى فلا توجد مقاييس لإعتماد مكاتب الترجمة فكل مواطن يستطيع فتح مكتب للترجمة حتى لو لم يكن مؤهلا لهذا العمل والأهم من هذا أنه لا يوجد عندنا مترجمون محلفون مثل باقي الدول ففي دول العالم التي تقدر أهمية الترجمة لا يسمح لأي شخص بفتح مكتب للترجمة إلا إذا كان مؤهلا لهذه المهنة ويستطيع ممارستها بكفاءة وجدارة ومن أهم شروط ممارسة هذه المهنة أداء قسم الإخلاص لهذه المهنة أمام وزير العدل أي أن المترجم يصبح مترجما محلفا ومن المفروض ألا يغش في عمله أو يتلاعب بالوثائق التي يترجمها حسب رغبة بعض الأشخاص.

أما أسعار الترجمة في بلدنا فهي غير محددة وغير معروفة ويقررها الشخص المترجم وقد أبلغني أحد الأصدقاء بأنه إحتاج لترجمة بضع أوراق للفرنسية وقد حفيت قدماه حتى وجد مكتبا يستطيع الترجمة لهذه اللغة وقد تقاضى منه عشرين دينارا عن كل صفحة وحتى الصفحات التي تحتوي على كلمتين أو ثلاث كلمات تقاضى عنها نفس هذا المبلغ .

إن الترجمة مسألة مهمة جدا ولا يمكن الإستغناء عنها أبدا لذلك يجب تنظيمها ووضع قواعد واضحة لترخيص مكاتبها بحيث لا يسمح لمن هب ودب بممارسة هذه المهنة المهمة والخطيرة إلا إذا كان مؤهلا لهذا العمل كذلك يجب أن يقسم كل الذين يريدون مزاولة هذه المهنة يمين الولاء والإخلاص لها أمام وزير العدل حتى يصبحوا مترجمين محلفين لأن الترجمة تحتاج إلى الأمانة وإلى التقيد التام والحرفي بالنص المترجم خصوصا في الوثائق الرسمية وعلى المترجم أن يتحمل مسؤولية عمله كاملة إذا ما حاول أن يحيد عن طريق الصواب .

ليست هناك تعليقات: