النص حين يوثق التجربة
قراءة: نواف خلف السنجاري
قراءة: نواف خلف السنجاري
صدر عن المديرية العامة لتربية نينوي ــ شعبة الشؤون الأدبية كتاب جديد يحمل عنوان رقم (25) ضمن سلسلة الإصدارات، من إعداد وتقديم القاص والروائي هيثم بهنام بردي بعنوان (القصة القصيرة جداً في العراق)، والكتاب هو دراسة توثق مسيرة القصة القصيرة جداً في العراق منذ ثلاثينات القرن الماضي وإلي يومنا هذا.
قبل الخوض في عرض الكتاب لابد لنا أن نعرف: إن المتابع لمسيرة (ق.ق.ج) في العراق سيجابه الكثير من المعوقات منها: أن الكثير من القصاصين لم يثبتوا مصطلح (قصة قصيرة جداً) علي متون أغلفة كتبهم، السبب الآخر أن بعض الكتاب ممن لهم تجربة طويلة ونشروا العشرات من (ق.ق.ج) في الصحف والمجلات والدوريات لكنهم للأسف لم يجمعوا نتاجهم في كتاب ما صعب مهمة الإطلاع عليها ودراستها، وأخيراً ندرة الكتب والدراسات المترجمة والعربية التي تناولت هذا الفن وصعوبة الحصول علي المجاميع القصصية التي صدرت منذ فترات بعيدة.
لذلك فإن صدور كتاب (القصة القصيرة جداً في العراق) عوض هذا النقص، وسد الكثير من الثغرات وأوضح وأزال الستار عن ما كان يلف (ق.ق.ج) من المغالطات وعدم الدقة والتشويه، ليتمكن الباحث والناقد والمهتم من الإطلاع عليه وإبداء الرأي.
لقد قسم (هيثم بردي) كتابه إلي قسمين:
الأول: في الجنس والكينونة
وتضمن نبذة تاريخية للقصة القصيرة جداً من الريادة في مستهل الثلاثينات وإلي جيل الألفية الثالثة، بعدها يبين الكتاب بعض التعريفات لـ (ق.ق.ج) لكتاب ونقاد عالميين وعرب أمثال: (وليم . أي . هاريس)، (مارين الورد)، (وولتر كامبل)، (ترنتويل رايت)، (ارسكين كالدويل)، (كاترين بوتر)، (جاسم عاصي)، (سليمان البكري)، (باسم عبد الحميد حمودي) و (د. نجم كاظم عبد الله).
ثم يعرض كينونتها والبني الارتكازية لها ويقارن بجدول مفصل بين القصة القصيرة و (ق.ق.ج) من حيث الوحدات (الزمان - المكان - الحدث) والبناء (المقدمة - الذروة - النهاية) والطول وزاوية السرد والوصف ويقول في تجنيسها (القصة القصيرة جداً، قياساً إلي صنوها القصة القصيرة، فن جديد يربو عمره علي القرن، وحاله حال أي فن استقبل عند ولادته بمشاعر شتي وتشكلت مواقف متباينة إزاءه) ص13.
وقد اختار الباحث في كتابه هذا دراسة نقدية للأستاذ (جاسم خلف الياس) وهي الفصل الأول من رسالة الماجستير التي نالها بتقدير امتياز من كلية التربية ــ جامعة الموصل عام 2007 بعنوان: شعرية القصة القصيرة جداً، هذه الدراسة تعرفنا علي مجموعة المعايير التي يجعل النوع جديراً بالتسمية في عناصره وتقنياته، كما تبين تصنيفات النقاد والمفكرين والمتحمسين للقصة القصيرة جداً، ومجمل مسوغات أفكارها، والفروق في تسميات القصة القصيرة / القصة القصيرة جداً بالتفصيل.
ثم تبين لنا وجهات نظر النقاد بما تتميز به (ق.ق.ج) من مؤشرات دالة، وأدوات نقدية وجمالية تميز نوعها وتقارن بإسهاب بين القصة القصيرة جداً / القصيدة / النثر / الومضة)، وتنتهي أطروحة الماجستير بملخص (ما هي القصة القصيرة جداً) ((إن تسمية (القصة القصيرة جداً) هي التسمية المطابقة تماماً لنوع قصصي قصير يستقي أسسه الجمالية من بيئته الداخلية التي منحت الـ(جداً) وجوداً شرعياً لا بفرضه من الخارج عليه بل بتفاعلها مع تجليات وتمظهرات قصصية جعلتها تغاير المواصفات المتحققة في أنواع قصصية أخري، بتعاقد طبيعي بين المؤلف والقارئ فرضته التغيرات الشمولية وبتأثير متبادل بينه وبين الأنواع الأدبية المجاورة له في سياقاته التاريخية والجمالية)) ص47.
جدير بالذكر أن أطروحة (جاسم خلف) في فصلها الأول تحوي في هوامشها علي مدي (34 صفحة) أكثر من سبعين مصدراً وعنواناً لأهم الدراسات العربية والأجنبية وما نشر في الدوريات والملاحق الثقافية، إضافة إلي ما نشر علي مواقع الانترنت وله علاقة بالقصة القصيرة جداً.
القسم الثاني من الكتاب
يتطرق إلي الأجيال القصصية ويبدأ بالريادة للقاص (نوئيل رسام) عندما نشر قصته (اليتيم) سنة 1931 وقصة (موت فقير) عام 1930 ويؤكد الناقد (باسم عبد الحميد حمودي) أن (نوئيل رسام) هو أول من ثبت علي متن إحدي قصصه مصطلح (قصة قصيرة جداً) والقصتين منشورتين في (ص50 - ص53) من الكتاب.
بتسلسل تاريخي سلس يؤرخ (هيثم بهنام بردي) كل جيل في قسم خاص ويختار لهذا التوثيق إحدي وخمسون قصة لمختلف الأجيال القصصية مرتبة بحسب الحروف الأبجدية لكتابها ويستعرض لذلك أهم المجاميع القصصية الصادرة للكتاب العراقيين والتي ضمت بين دفتيها قصصاً قصار جداً وهنا أورد باختصار الأجيال القصصية وعناوين القصص وكتّابها كما جاءت في الكتاب:
الستينيون
(جلبة خفيفة لمكبرات الصوت/ إبراهيم أحمد)، (الامتحان/ أحمد خلف)، (مرآتان/ جاسم عاصي)، (ايكاروس/ جليل القيسي)، (الصياد/ حسب الله يحيي)، (الحل/ حنون مجيد)، (رجل الممرات/ خالد الراوي)، (ظلال/ عادل كامل)، (التي لا تعرف .. الذي لا يعرف/ عبد الرحمن الربيعي)، (البيت/ عبد الستار ناصر)، (الثور/ مهند الأسدي)، (كدمة صغيرة/ موسي غافل الشطري)، (صندوق الدنيا/ موسي كريدي).
السبعينيون
(السلم/ الياس الماس محمد)، (قضية 17/ حمدي مخلف الحديثي)، (طبل/ حميد المختار)، (خيمة/ عباس خلف علي)، (أهرب من الكآبة تعش سعيداً/ عبد الواحد محسن)، (بيت العروس/ علي حداد)، (لماذا الـ ... لا/ طلال حسن)، (كابوس أبوي/ فرج ياسين)، (أزقة الدهشة/ فؤاد ميرزا)، (الحقيبة والرجل/ محمد سمارة)، (عباءة/ وارد بدر السالم)، (التماهي/ هيثم بهنام بردي).
الثمانينيون
(قاص/ إبراهيم سبتي)، (ثوب أبيض للزفاف/ جمال نوري)، (أيقونة الثكالي/ زيد الشهيد)، (وحشة/ صلاح زنكنة)، (حكاية شرقية/ عمار أحمد)، (مكان خال/ محمد سلطان).
التسعينيون
(خدعة/ أسماء محمد مصطفي)، (ضريبة/ سعدون جبار البيضاني)، (الفكرة/ صباح كريم الكاتب)، (رجل في المحاق/ عائشة عطية النعيمي)، (حظر التجوال/ عبد الأمير المجر)، (ماذا لو؟/ فارس سعد الدين السردار)، (الدفء/ فيصل عبد الوهاب)، (حوار الكركدن والعجوز الماحق/ قصي الخفاجي)، (الطائر المنتحر/ كاظم الحلاق)، (ذكري/ محمد الأحمد)، (الضوء والظل/ محمد عبد المحسن)، (انتماء/ مشتاق عبد الهادي)، (امرأة/ د. منتصر الغضنفري)، (احتدام/ ناصر قوطي).
الألفية الثالثة
(موسم للحب/ د. أحمد جار الله)، (برقية ألف امرأة/ بولص آدم)، (الورد والحرب/ بيات مرعي)، (الرأس/ جوزيف حنا يشوع)، (كآبة راقصة/ عبد الكريم حسن مراد)، (السنونو والحوت/ نواف خلف السنجاري).
ختاماً أقول: إن الكتاب (القصة القصيرة جداً في العراق) هو دراسة مكثفة جديرة بالقراءة لكل المهتمين بـ (ق.ق.ج)، وقد بذل فيه (هيثم بهنام بردي) الكثير من الجهد والوقت في التنقيب والتمحيص والاختيار ليظهر كتابه بهذه الروعة والأهمية بحيث يسهل مهمة الدارسين والمهتمين بتاريخ (ق.ق.ج) في العراق ويمكنهم من معرفة الكثير عن أبرز كتابها مع نماذج من قصصهم، بكل يسر وسهولة.
قبل الخوض في عرض الكتاب لابد لنا أن نعرف: إن المتابع لمسيرة (ق.ق.ج) في العراق سيجابه الكثير من المعوقات منها: أن الكثير من القصاصين لم يثبتوا مصطلح (قصة قصيرة جداً) علي متون أغلفة كتبهم، السبب الآخر أن بعض الكتاب ممن لهم تجربة طويلة ونشروا العشرات من (ق.ق.ج) في الصحف والمجلات والدوريات لكنهم للأسف لم يجمعوا نتاجهم في كتاب ما صعب مهمة الإطلاع عليها ودراستها، وأخيراً ندرة الكتب والدراسات المترجمة والعربية التي تناولت هذا الفن وصعوبة الحصول علي المجاميع القصصية التي صدرت منذ فترات بعيدة.
لذلك فإن صدور كتاب (القصة القصيرة جداً في العراق) عوض هذا النقص، وسد الكثير من الثغرات وأوضح وأزال الستار عن ما كان يلف (ق.ق.ج) من المغالطات وعدم الدقة والتشويه، ليتمكن الباحث والناقد والمهتم من الإطلاع عليه وإبداء الرأي.
لقد قسم (هيثم بردي) كتابه إلي قسمين:
الأول: في الجنس والكينونة
وتضمن نبذة تاريخية للقصة القصيرة جداً من الريادة في مستهل الثلاثينات وإلي جيل الألفية الثالثة، بعدها يبين الكتاب بعض التعريفات لـ (ق.ق.ج) لكتاب ونقاد عالميين وعرب أمثال: (وليم . أي . هاريس)، (مارين الورد)، (وولتر كامبل)، (ترنتويل رايت)، (ارسكين كالدويل)، (كاترين بوتر)، (جاسم عاصي)، (سليمان البكري)، (باسم عبد الحميد حمودي) و (د. نجم كاظم عبد الله).
ثم يعرض كينونتها والبني الارتكازية لها ويقارن بجدول مفصل بين القصة القصيرة و (ق.ق.ج) من حيث الوحدات (الزمان - المكان - الحدث) والبناء (المقدمة - الذروة - النهاية) والطول وزاوية السرد والوصف ويقول في تجنيسها (القصة القصيرة جداً، قياساً إلي صنوها القصة القصيرة، فن جديد يربو عمره علي القرن، وحاله حال أي فن استقبل عند ولادته بمشاعر شتي وتشكلت مواقف متباينة إزاءه) ص13.
وقد اختار الباحث في كتابه هذا دراسة نقدية للأستاذ (جاسم خلف الياس) وهي الفصل الأول من رسالة الماجستير التي نالها بتقدير امتياز من كلية التربية ــ جامعة الموصل عام 2007 بعنوان: شعرية القصة القصيرة جداً، هذه الدراسة تعرفنا علي مجموعة المعايير التي يجعل النوع جديراً بالتسمية في عناصره وتقنياته، كما تبين تصنيفات النقاد والمفكرين والمتحمسين للقصة القصيرة جداً، ومجمل مسوغات أفكارها، والفروق في تسميات القصة القصيرة / القصة القصيرة جداً بالتفصيل.
ثم تبين لنا وجهات نظر النقاد بما تتميز به (ق.ق.ج) من مؤشرات دالة، وأدوات نقدية وجمالية تميز نوعها وتقارن بإسهاب بين القصة القصيرة جداً / القصيدة / النثر / الومضة)، وتنتهي أطروحة الماجستير بملخص (ما هي القصة القصيرة جداً) ((إن تسمية (القصة القصيرة جداً) هي التسمية المطابقة تماماً لنوع قصصي قصير يستقي أسسه الجمالية من بيئته الداخلية التي منحت الـ(جداً) وجوداً شرعياً لا بفرضه من الخارج عليه بل بتفاعلها مع تجليات وتمظهرات قصصية جعلتها تغاير المواصفات المتحققة في أنواع قصصية أخري، بتعاقد طبيعي بين المؤلف والقارئ فرضته التغيرات الشمولية وبتأثير متبادل بينه وبين الأنواع الأدبية المجاورة له في سياقاته التاريخية والجمالية)) ص47.
جدير بالذكر أن أطروحة (جاسم خلف) في فصلها الأول تحوي في هوامشها علي مدي (34 صفحة) أكثر من سبعين مصدراً وعنواناً لأهم الدراسات العربية والأجنبية وما نشر في الدوريات والملاحق الثقافية، إضافة إلي ما نشر علي مواقع الانترنت وله علاقة بالقصة القصيرة جداً.
القسم الثاني من الكتاب
يتطرق إلي الأجيال القصصية ويبدأ بالريادة للقاص (نوئيل رسام) عندما نشر قصته (اليتيم) سنة 1931 وقصة (موت فقير) عام 1930 ويؤكد الناقد (باسم عبد الحميد حمودي) أن (نوئيل رسام) هو أول من ثبت علي متن إحدي قصصه مصطلح (قصة قصيرة جداً) والقصتين منشورتين في (ص50 - ص53) من الكتاب.
بتسلسل تاريخي سلس يؤرخ (هيثم بهنام بردي) كل جيل في قسم خاص ويختار لهذا التوثيق إحدي وخمسون قصة لمختلف الأجيال القصصية مرتبة بحسب الحروف الأبجدية لكتابها ويستعرض لذلك أهم المجاميع القصصية الصادرة للكتاب العراقيين والتي ضمت بين دفتيها قصصاً قصار جداً وهنا أورد باختصار الأجيال القصصية وعناوين القصص وكتّابها كما جاءت في الكتاب:
الستينيون
(جلبة خفيفة لمكبرات الصوت/ إبراهيم أحمد)، (الامتحان/ أحمد خلف)، (مرآتان/ جاسم عاصي)، (ايكاروس/ جليل القيسي)، (الصياد/ حسب الله يحيي)، (الحل/ حنون مجيد)، (رجل الممرات/ خالد الراوي)، (ظلال/ عادل كامل)، (التي لا تعرف .. الذي لا يعرف/ عبد الرحمن الربيعي)، (البيت/ عبد الستار ناصر)، (الثور/ مهند الأسدي)، (كدمة صغيرة/ موسي غافل الشطري)، (صندوق الدنيا/ موسي كريدي).
السبعينيون
(السلم/ الياس الماس محمد)، (قضية 17/ حمدي مخلف الحديثي)، (طبل/ حميد المختار)، (خيمة/ عباس خلف علي)، (أهرب من الكآبة تعش سعيداً/ عبد الواحد محسن)، (بيت العروس/ علي حداد)، (لماذا الـ ... لا/ طلال حسن)، (كابوس أبوي/ فرج ياسين)، (أزقة الدهشة/ فؤاد ميرزا)، (الحقيبة والرجل/ محمد سمارة)، (عباءة/ وارد بدر السالم)، (التماهي/ هيثم بهنام بردي).
الثمانينيون
(قاص/ إبراهيم سبتي)، (ثوب أبيض للزفاف/ جمال نوري)، (أيقونة الثكالي/ زيد الشهيد)، (وحشة/ صلاح زنكنة)، (حكاية شرقية/ عمار أحمد)، (مكان خال/ محمد سلطان).
التسعينيون
(خدعة/ أسماء محمد مصطفي)، (ضريبة/ سعدون جبار البيضاني)، (الفكرة/ صباح كريم الكاتب)، (رجل في المحاق/ عائشة عطية النعيمي)، (حظر التجوال/ عبد الأمير المجر)، (ماذا لو؟/ فارس سعد الدين السردار)، (الدفء/ فيصل عبد الوهاب)، (حوار الكركدن والعجوز الماحق/ قصي الخفاجي)، (الطائر المنتحر/ كاظم الحلاق)، (ذكري/ محمد الأحمد)، (الضوء والظل/ محمد عبد المحسن)، (انتماء/ مشتاق عبد الهادي)، (امرأة/ د. منتصر الغضنفري)، (احتدام/ ناصر قوطي).
الألفية الثالثة
(موسم للحب/ د. أحمد جار الله)، (برقية ألف امرأة/ بولص آدم)، (الورد والحرب/ بيات مرعي)، (الرأس/ جوزيف حنا يشوع)، (كآبة راقصة/ عبد الكريم حسن مراد)، (السنونو والحوت/ نواف خلف السنجاري).
ختاماً أقول: إن الكتاب (القصة القصيرة جداً في العراق) هو دراسة مكثفة جديرة بالقراءة لكل المهتمين بـ (ق.ق.ج)، وقد بذل فيه (هيثم بهنام بردي) الكثير من الجهد والوقت في التنقيب والتمحيص والاختيار ليظهر كتابه بهذه الروعة والأهمية بحيث يسهل مهمة الدارسين والمهتمين بتاريخ (ق.ق.ج) في العراق ويمكنهم من معرفة الكثير عن أبرز كتابها مع نماذج من قصصهم، بكل يسر وسهولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق