الجمعة، 8 أكتوبر 2010

المترجمون الجهلة

محمود الزيودي
قال أسلافنا أن آفة العلم النسيان .. ونحن نجزم أن بعض المترجمين من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية هم آفة العلم في زمن التدوين على الورق وعلى ذاكرة الكمبيوتر وشاشة التلفزيون . ولأنهم يترجمون إلى العربية مواد وثائقية وتاريخية كتبها الرحالة والمستشرقون قبل أكثر من مائة عام . فأن جهلهم بأسماء الأماكن والأعلام التي وردت في النص الأجنبي بالأحرف اللاتينية وعدم البحث والتمحيص في جذوره العربية. يؤدي إلى تحريف كبير يأخذ به الباحثون والدارسون الجدد كوثيقة . كما نجد أن بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى مثل قناة الجزيرة تمارس هذا التحريف والتشويه بواسطة مترجمها الأقل خبرة ودراية في الموضوع عبر برامجها الوثائقية التي تعتبر مرجعا للدراسين والباحثين .
ففي حلقة عن المهندس المبدع نوري المهيد الذي صمم واشرف على بناء منبر صلاح الدين الأيوبي يرد اسم المحيد أكثر من مرة بدلا من المهيد وهي قبيلة علم في افق البادية العربية عبر العصور ولم يزل الرواة يتناقلون قصة ابن مهيد المصّوت بالعشاء في سنين القحط حيث يجتمع على مائدته أكثر من الف فقير ومعوز كل مساء . فأستاذ الجامعة العالم البريطاني الذي أشاد بإبداع نوري لفظ اسم عائلته صحيحا ( المهيد ) فظنها المترجم أو قرر إنها المحيد رغم لفظها بالعربية أكثر من مرة على لسان ضيوف البرنامج العرب .
وفي كتاب الباحث والرحالة البريطاني مايكل أشر عن شطحات لورانس وأكاذيبه في اعمدة الحكمة السبعة الذي صدر منذ أعوام . نجد ان المترجمة التي تحمل درجة الدكتوراه تورد اسم ابوطي بدلا من ابو تايه عبر خمسمئة صفحة من كتاب لورانس ملك العرب غير المتوج ومحمد الدحيلان يصبح الضحيلان دون الرجوع إلى المصادر العربية التي دونت أحداث الثورة العربية الكبرى . وهي امام عينيها في مكتبات القاهرة . ولم تكلف دار سطور ( الناشرة للترجمة ) أحدا بمراجعة الترجمة وتدقيقها .
وفي دراسة عن الشاعر الفارس راكان ابن حثلين الذي عاش في الأحساء زمن الحكم العثماني . يورد المترجم اسم الرجل ( ابن هذلين ) ..
من أطرف ما قرأت للمترجمين . جملة في كتاب حرب الصحراء الذي ألفه قائد جيشنا زمن الاستعمار جون باجيت كلوب عن مشاكل الحدود بين العراق والسعودية 1920 - 1930 وترجمه صادق الركابي جملة ردا عن سؤال اين الضابط ؟ وردت بالنص ( يبغى يجي هالهين ) والمقصود يبغى يجي هالحين ... كتبها الباشا ابو حنيك بالإنجليزية هالحين وترجمها الركابي هالهين ( ص 207 من الكتاب) .
التاريخ : 03-10-2010


ليست هناك تعليقات: